لماذا..؟
السبت 27 ديسمبر 2025 - الساعة 12:19 صباحاً
المتتبع للأحداث الأخيرة في الجنوب، وتسارع وتيرتها، يجد أن المجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية قد حققت أهدافها بدقة وعناية فائقتين. فخروج القوات لم يكن من أجل السيطرة على حضرموت؛ فحضرموت جنوبية الهوى والهوية، ولا أحد يزايد عليها أو ينتقص من حقها في الانتماء للقضية والنضال من أجلها.
لكن خروج القوات إليها كان لسببين رئيسيين، يعلمهُما كل من يعرف جغرافيا الجنوب الكبير، وهما:
أولًا:
إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى التي لا تنتمي إلى الأرض، والتي مارست الإرهاب والتنكيل بحق أبناء حضرموت والوادي خصوصًا.
ثانيًا:
إنهاء التمرد الحبريشي، واستعادة المنشآت الحيوية من أيادي تنظيم إرهابي آخر، وبسط نفوذ الدولة في حضرموت والمهرة.
وقد تحقق الهدفان، وتم تطهير وادي وصحراء حضرموت من فلول الإرهاب الإخونحوثي، وقطع شريان تهريب الأسلحة والمخدرات إلى مليشيا الكهوف الإرهابية في صنعاء. كما تم قطع دابر الفتنة، وإنهاء ممارسات فلول الإرهابي بن حبريش ومرتزقته، وتأمين الهضبة.
وما زالت هناك بعض الندوب الجراحية الصغيرة، التي تقوم القوات الجنوبية، بالتعاون مع النخبة الحضرمية، حاليًا بتطهيرها وتعقيمها من فيروس الإرهاب الإخواني، وقريبًا ستكتمل العملية.
لماذا أكتب هذا؟
لأنني لاحظت أن صفحات الإخوان تهلل وتكبر، وتغمرها الفرحة، نظرًا للضربات التحذيرية للطيران السعودي على معسكر نحب بهضبة حضرموت، ذلك المعسكر الذي تم تطهيره من مخلفات الإرهاب الإخواني، وكأنهم يظنون أنهم عائدون إلى حضرموت لإرهابها من جديد.
هل فعلًا تنسحب القوات المسلحة الجنوبية من حضرموت والمهرة؟ ولماذا؟
أساسًا، القوات المسلحة الجنوبية لم تذهب إلى حضرموت لتستقر هناك؛ فحضرموت ليست الجنوب كله، بل ذهبت لتنفيذ عملية جراحية محددة، سبق أن تطرقنا إليها، وقد كان النجاح حليفها، وحققت أهدافها بنسبة فاقت كل التوقعات.
ومن البديهي والمنطقي عودة بعض هذه القوات، نظرًا لوجود قوات جنوبية تتولى زمام الأمور هناك، ممثلة في النخبة الحضرمية وقوات المنطقة العسكرية الثانية.
لماذا ستعود بعض هذه القوات؟ هل خوفًا من القصف السعودي الذي استهدف معسكر نحب؟
من يعتقد ذلك فهو واهم بالمطلق؛ فعودة بعض الوحدات من حضرموت والمهرة لم ولن تكون خوفًا من أي عدوان. فالقوات المسلحة الجنوبية آمنت بالقضية والمصير، وهي قادرة على دحر كل المؤامرات التي تُحاك ضدها، ولن ترهبها بعض الضربات غير الموفقة من الطيران السعودي، فالإيمان لا يُرهبُه الطيران.
أما الإجابة الحقيقية عن سبب عودة بعض القوات، فالأسباب عديدة وجوهرية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولًا:
الأرض الجنوبية شاسعة، وهناك نقاط تماس واشتباكات متواصلة مع مليشيا الحوثي المتخابرة مع مليشيا الإخوان الإرهابية، والمستعدة للانقضاض على الجنوب في أي لحظة. لذلك، لا يجوز ترك هذه الجبهات دون تعزيزات قوية، ومن أبرزها:
جبهة الحد – يافع
جبهة مكيراس – البيضاء
جبهة الضالع – دمت
جبهة كرش – الشريجة
جبهة طور الباحة – حيفان
جبهة المقاطرة – تعز
وجميع هذه الجبهات تحتاج إلى تعزيزات دائمة لمنع أي توغل حوثي أو إخواني في أراضي الجنوب.
ثانيًا:
عودة هذه القوات تأتي أيضًا لحماية مكتسبات الجنوبيين التي تحققت بدمائهم وأرواحهم ونضالهم المستمر، وفي مقدمتها الأمن والأمان، وتأمين الجبهة الداخلية. فمواجهة خلايا الإرهاب المتربصة بالشعب الجنوبي لا تقل أهمية عن جبهات القتال في الثغور والجبال والأودية، ولن يتحقق ذلك إلا بوجود قوات رادعة وجاهزة للتحرك في أي لحظة.
ثالثًا:
إتاحة الفرصة للقوات الجنوبية الحضرمية لإثبات حضورها وقدرتها على ضبط الأمور في المناطق الشرقية، والرد العملي على الألسن والأقلام المأجورة التي تشكك في كفاءتها وقدرتها على الضبط والربط في مناطقها. كما تمثل هذه الخطوة فرصة لحشد الطاقات الحضرمية والمهريّة، وتشجيعها على الانخراط في صفوف قواتهم المسلحة الجنوبية.
إن ذهاب القوات المسلحة الجنوبية إلى حضرموت كان نجاحًا، وحققت خلاله إنجازات لا يمكن إنكارها إلا من قبل إرهابي أو عدو للشعب. كما أن خروجها منها يُعد نجاحًا آخر، لأنه يثبت للعالم أن الجنوب أصبح كتلة أمن واستقرار، ولا خوف عليه بعد استئصال سرطان الإرهاب من جسده.
عاش الوطن، ولتخرس ألسنة العملاء
#منصة_ميتا_هيا_الافضل
#الاصلاح_تنظيم_ارهابي
#الاخوان_سرطان_الاوطان














