تقرير امريكي : إيران تعيد تشكيل اذرعها في اليمن والعراق ولبنان عسكرياً بدعم روسي- صيني

الخميس 25 ديسمبر 2025 - الساعة 09:41 مساءً
المصدر : الرصيف برس - متابعات خاصة

 


اشار معهد الشرق الأوسط الأمريكي (MEI) الى قيام إيران بالعمل على إعادة تأهيل أذرعها في المنطقة بعد الضربات العنيفة التي تلقتها في الأشهر الماضية.

 

وقال المعهد في دراسة تحليلية حديث له بأن ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران في الشرق الأوسط خصوصًا في اليمن ولبنان والعراق دخل مرحلة إعادة تشكّل شاملة بعد الحرب الإسرائيلية–الإيرانية القصيرة في يونيو 2025، والتي استمرت 12 يومًا وامتدت من الساحات السورية إلى اليمنية واللبنانية.

 

الدراسة التحليلية التي أعدّها الباحث الإيراني الأصل رضا بارشيزاده، قالت بإن حالة الهدوء النسبي التي تلت الحرب لا تعبّر عن تراجع المحور، بل عن مرحلة تكيف استراتيجي تشهد إعادة هيكلة ميدانية وتنظيمية، تشمل تطوير أدوات التمويل والقيادة الأيديولوجية وتوسيع الشراكات مع قوى دولية منافسة للغرب كروسيا والصين.

 

ويرى معهد الشرق الأوسط أن طهران ووكلاءها الإقليميين — من حزب الله اللبناني إلى الحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن — دخلوا مرحلة من الخمول الاستراتيجي المقصود، هدفها استعادة التوازن بعد الضربات التي تلقاها المحور خلال المواجهة مع إسرائيل. 

 

ويصف التحليل هذا الخمول بأنه "سكون تكتيكي" لا يعني توقف العمل، بل نقل النشاط إلى مستوى أكثر عمقًا في البنية التنظيمية والعسكرية والاقتصادية.

 

ففي لبنان، ورغم الإجراءات الحكومية لمصادرة الأسلحة غير الشرعية، أعاد حزب الله بناء ترسانته جنوب الليطاني عبر الممرات السورية، وأطلق ما أسماه "إعادة الإعمار الصناعي".

 

وهي عملية تهدف لتوطين تصنيع السلاح داخل لبنان ، وقد ضخّ الحزب نحو 400 مليون دولار في برامج إعمار ودعم اجتماعي لتعزيز قبضته في مناطقه الشعبية.

 

وفي العراق، تطبّق إيران نسخة معدّلة من نموذج حزب الله عبر دمج ميليشيات الحشد الشعبي في مؤسسات الدولة، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع شركات صينية تمنح غطاءً قانونيًا لتمويل وتسليح هذه القوات تحت شعار "إعادة الإعمار الوطني".

 

أما في اليمن، فتواصل طهران دعم جماعة الحوثي بالمعدات العسكرية والتقنية، رغم الجهود الأمريكية لاعتراض الشحنات، في سياق ما يصفه المعهد بأنه "تحوّل من الصراع المفتوح إلى ترسيخ طويل الأمد للنفوذ عبر بنية اقتصادية–عسكرية مدمجة".

 

ويشير معهد الشرق الأوسط إلى أن طهران نجحت في إعادة ابتكار منظومتها المالية لتأمين موارد "محور المقاومة" بعد العقوبات الغربية، عبر شبكة من الشركات الواجهة والاقتصادات الرمادية. 

 

ويؤكد التحليل أن روسيا والصين أصبحتا الركيزتين الأساسيتين في استراتيجية إيران بعد حرب يونيو 2025 ، فبينما تقدم موسكو الدعم الدبلوماسي والعسكري، وتستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية طهران ووكلائها، تتولى بكين تجديد القدرات الصناعية والتقنية للنظام الإيراني.

 

ويشير الباحث الإيراني بارشيزاده إلى أن الصين زوّدت إيران بعد الحرب بمكونات حساسة ذات استخدام مزدوج، مكنت طهران من استعادة قدراتها في تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، لتصبح بكين "الشريك الدفاعي غير المعلن" للجمهورية الإسلامية. 

 

أما روسيا، فوفّرت غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا، وأمدّت وكلاء إيران في سوريا واليمن بأسلحة متقدمة، كما ساعدت في تعزيز حضور الحوثيين وحزب الله في المفاوضات الدولية باعتبارهم أطرافًا سياسية لا مجرد جماعات مسلحة.

 

ويرى التحليل أن هذا الدعم الروسي–الصيني عزز من مناعة المحور الإيراني أمام الضغوط الغربية، وأعطاه عمقًا استراتيجيًا جديدًا يتجاوز الشرق الأوسط إلى المسرحين الأفريقي والآسيوي.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس